العم ( م ) يبلغ من العمر 60 عاماً
يأتي للغسيل ويخرج بدون أن يشتكي منه أحد إطلاقاً ، يجري عملية الغسيل الدموي مع أربعة مرضى آخرين ولهم فترة طويلة يقضون فيها الغسيل بنفس الغرفة ولثلاثة أيام بالأسبوع .
في أحد الأيام كنت في مكتبي وسمعت صوت صراخ عالٍ جداً واتجهت نحو الصوت وإذا به العم ( م ) .
كان في الغرفة طبيبين وحاولت تهدئته بكل صعوبة لمعرفة سبب هذا الصراخ والغضب واتضح بأنه كان يشتكي من عدم مرور الطبيب عليه ، وأنه كان يشاهد الطبيب يمر على الغرف الأخرى أو يشاهده يدخل إلى مكتبه ولا يخرج منه إلا بعد وقت طويل فكانت ردة فعله هذه .
المشكلة بأن الطبيب الذي اشتكا منه قرر سحب الطبيب الآخر حتى لا يستمع إلى شكواه ولسان حاله يقول ( ياعم سيبوا ) ، لكن الطبيب الآخر كان أكثر انسانية وقال كيف أترك المريض وهو في هذه الحالة الهستيرية فهذا سيزيد الأمر تعقيداً .
فخرج الطبيب المعني بالمشكلة وتمت تهدئة المريض بمساعدة الطبيب الآخر الذي وقف أمام المريض وقال له ( أبشر يا حج ( م ) ايش طلباتك ) .
هذا الموقف يثبت بأن هناك الصالح والطالح في كل مكان ، وفي اعتقادي إذا وصل الأمر بالطبيب لهذا الحد فالأفضل له أن يترك العمل حفاظاً على تاريخه ( إن كان له تاريخ ) .
إشترك بالنشرة البريدية
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء