تكاد تكون قضية الانتاجية
هي القضية الأبرز خلال الأسبوع المنصرم والتي قد أخذت حقها من النقاش والتداول وكانت هناك الكثير من التعليقات حول هذا
الموضوع ومن عدة جهات، والآن أرغب في نقاش هذه القضية بما يخص مهنة الخدمة الاجتماعية ومنتسبيها من الاختصاصيين الاجتماعيين والاختصاصيات الاجتماعيات ففي مهنة الخدمة الاجتماعية تقاس الانتاجية بالكيف والكم معاً، فالكيف هو بنجاح التدخلات المهنية للاختصاصيين الاجتماعيين والكم مؤشر هام جداً لقياس الأداء.
الوجهة المغايرة تماماً
والتي قد يراها البعض بأنها مثالية ولكنها موجودة وبشكل كبير ولله الحمد، هي لذلك النموذج من الاختصاصيين
الاجتماعيين الذي يحضرون في وقت مبكر وعند حضورهم يقومون بتحضير تقاريرهم والحالات
التي تم التعامل معها في اليوم السابق استعداداً لحضور الاجتماع الصباحي للقسم
والذي يمتد لساعة كاملة ففي هذه الساعة هناك الكثير من النقاشات والتوصيات في
التعامل مع بعض الحالات المنومة، وبعد انتهاء الاجتماع يتجه الاختصاصي الاجتماعي
ليبدء مروره اليومي على مرضاه ويبدأ في تفقد مرضاه واحداً تلو الآخر فهو يقابل
المريض الجديد ويتابع المريض القديم ويخطط لتنفيذ تدخلاته المهنية ويصمم الخطط العلاجية المناسبة ويسأل عن المرضى ومدى
تطبيقهم لبعض الاتفاقات التي قد تمت في وقت سابق، ويشجع البعض ويدافع عن آخرين وتتم هذه العملية
خلال وقت لايقل عن ساعتين وبعدها قد يخرج ذلك الاختصاصي لإحضار أبنائه أيضاً من
المدرسة ولكنه هنا يستعجل في العودة المبكرة لأن هناك مرضى بحاجة لأن يتابعهم في
فترة مابعد الظهر أو يقابل أسرهم أو يقابل الطبيب المعالج للسؤال عن بعض الأمور، بعد ذلك يتمتع ذلك الاختصاصي براحة بسيطة ثم يعود لكتابة تقاريره اليومية
ويحضِّر لاجتماع اليوم الثاني وهكذا تستمر دورة عملة بساعات طويلة وبراحة لأقل من
ساعة.
باختصار في كل بيئة عمل هناك المجتهد وهناك الكسول، وفي انتاجية الاختصاصيين الاجتماعيين يقع الدور الأكبر على الاختصاصي الاجتماعي نفسه و على إدارة قسم الخدمة الاجتماعية أو إدارة المستشفى أو حتى إدارة الصحة النفسية والاجتماعية بالمنطقة والتي قد تسهم في تشجيعه على الابداع والابتكار والعمل، وتذلل له كافة الصعوبات التي قد تعوق دون أداء دوره بالشكل الملموس.
إشترك بالنشرة البريدية
تحويل كودإخفاء محول الأكواد الإبتساماتإخفاء