إهمال كبار السن …. إلى متى ?



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مقدمة

مريض يبلغ من العمر 85 عاماً متقاعد عن العمل ، متزوج وله ولدان ويعيش مع زوجته برباط يهتم بنوع العمل الذي كان يشغله المريض فيما مضى .

بدأت المشكلة عند عدم وجود من يستلم المريض بعد إجراء الغسيل الكلوي وتم طلب أبناء المريض وزوجته ، وقد تم تدارك هذه المشكلة ، وبعد فترة زمنية حضر المريض وهو يعاني من ورم بالوجه نتيجة سقوطه من عربته ، أفاد ابنه بأنه سقط منه أثناء إحضاره لمركز الغسيل وقد تم كتابة تقرير ورُفع للجنة الحماية ولم نجد أي تجاوب ، قبل أسبوعين غاب المريض عن الغسيل لثلاث جلسات متتالية عندها قامت الأخصائية الاجتماعية بالاتصال على زوجة المريض وقد أفادت زوجته بأن المريض وضعه الصحي سيئ جداً وهو ينتظر ساعته !!!! ، و تم الاتصال بأحد المتعاونين مع القسم وهو متطوع بالهلال الأحمر ، و أحضر المريض بعد عناء شديد مع أسرته ( كان الموقف سيختلف لو ذهب الأخصائي الاجتماعي بصحبة المتطوع ) ، وحضر المريض وهو في حالة صحية سيئة جداً وتم تنويم المريض لسوء حالته الصحية و استقرت حالته بعد ذلك ، هل نضمن عودة المريض لهذه الأسرة أو نكتفي بإيداعه بأحد المستشفيات التي لا يوجد بها ضغط خصوصاً وأننا في فترة الحج .
الهدف من الموضوع
الجميع بات يتحدث عن العنف الأسري وتفشيه في مجتمعنا ، لدرجة تم وصفه بالظاهرة .
وقد أنصب اهتمام الكل نحو العنف ضد الأطفال والنساء وتم التنسيق للبرامج والدورات واللقاءات ، والإعلام لم يدع مجالاً لنا لإغفال هذه القضايا فأصبح يخرجها لنا بشكل إنساني وعاطفي يستدرج عطف الجميع نحو عدم الوقوع تحت تأثير ظاهرة العنف ضد الأطفال والنساء .
هنا لا ننكر بأن هناك مشكلة ما بالمجتمع ، لكننا وضعنا نصب أعيننا فئتين فقط ونسينا بل يمكن أن أقول تناسينا فئة هامة جداً وهم كبار السن !!!
كممارسين ، كم منا سمع رفض استلام المريض الذي كتب له خروج خصوصاً كبار السن ، ما سبب دخول بعض الحالات إلى دور الرعاية الاجتماعية … ألا يعاني مجتمعنا من مشكلة إهمال كبار السن ، لماذا لم يتم التركيز عليها وإخراجها للنور ووضع القوانين وفرض العقوبات تجاه من يسيء إلى هذه الفئة الغالية على قلوبنا .
من هم كبار السن / في أغلب الحالات هم الوالدين :
قال تعالى :
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
{وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً }النساء36
{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنكُمْ وَأَنتُم مِّعْرِضُونَ }البقرة83
{قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }الأنعام151
ترى ألم نستشعر معنى هذه الآيات ، ألا يوجد ما يحرك سكوننا نحو سوء المعاملة التي يواجهها الكثير من كبار السن .
كممارسين ماذا قدمنا لهم .
عندما يُقبل يدك رجلاً يناهز عمره الثمانون عاماً ترى ما هو موقفك هل نكتفي بالحسرة على حالتهم ونقوم بالإجراءات الروتينية التي لا تؤدي إلى نتيجة مرضية ومقنعه لي قبل المريض ، أين حقوقهم !!!
رسالتي التي أود إيصالها لكم :
؟؟؟؟؟؟؟
لا أعلم ماذا أقول ، لكني أعلم بأن الألم يعتصرني والعبرة تخنقني ، فهل هناك من فهم رسالتي … والأهم ماهي الخطوة القادمة ؟

تحياتي للجميع