حلم التبرع و واقع المتبرعين




عند وصول مريض جديد إلى مركز غسيل الكلى وبعد تقييمه طبياً واجتماعياً ونفسياً ، وأول ما نبدأ به مع مريض الفشل الكلوي هو التحدث عن زراعة الكُلى من الأقارب وتتفاوت ردود الأفعال مابين التأييد والرفض والتأجيل . 


بكل تأكيد أي مريض فشل كُلوي يتمنى ترك الغسيل الدموي / البريتوني ويعود لممارسة حياته بشكل طبيعي ، والعائق الوحيد بعد إرادة الله هو المتبرع ( سواء كان قريباً أو غريباً ) . 



أود التركيز هنا على المتبرعين الأقارب والذي يضحون بجزء من أجسادهم لأجل المصاب بالفشل الكُلوي ، فهو في هذه اللحظة لايفكر إلا في رؤية قريبه يعيش بحالة صحية أفضل . 

وبعد توفيق الله تتم عملية التبرع ويعيش المريض بعيداً عن أجهزة الغسيل وينعم بحياة صحية أفضل ويمارس حياته الاجتماعية بشكل طبيعي مع محافظته على الأدوية التي تساعد العضو المزروع على الاستمرار بالعمل . 

لكن ماذا عن المتبرع ، إن كان عاطلاً ويبحث عن عمل ، فهو يفكر كثيراً هل التبرع سيعوقه عن الاستفادة من التقديم على أي وظيفة ، هل ستكون له الأولوية في الوظائف أو تخصص له وظيفة تراعي وضعه الاجتماعي ؟ .

نعم المتبرع لديه حقوق ويستفيد من بعضها ولكن هل هذه الحقوق كافية ؟ 

هل المكافأة التي يحصل عليها بعد التبرع تغنيه عن السؤال ؟

ورغم إيماننا بأن غالبية المتبرعين آخر مايهمهم هو المال ولكن هذا حقهم الذي كفلته لهم الدولة . 



أخيراً 

وردني اليوم اتصال من أحد المتبرعين بالكُلى وهو شاب عشريني ولايعمل وليس لديه أي مصدر دخل ، منذ أكثر من عام على التبرع وهو يسأل ألا يحق لي كمتبرع الاستفادة من أي فرصة عمل ، أين جمعية كلانا ووعودها لنا بدعم المتبرعين والزارعين ومرضى الفشل الكلوي وظيفياً ؟

ألا يمكن لنا أن نخلق واقعاً أفضل للمتبرعين بالأعضاء في مملكة انتهجت الانسانية مبدأً لها.