غرف الغسيل الدموي



تتنوع أحجام غرف الغسيل الدموي بمراكز ووحدات الكُلى بالمملكة ، وتختلف أحجامها حسب حجم المركز أو الوحدة ، أتذكر عندما كنت أعمل بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة كان عدد المرضى 290 مريض فشل كلوي ( تقريباً ) وكانت أكبر غرفة تحتوي على خمسة مرضى ، وكان المريض يتمتع بخصوصية أكبر ويستفيد أكثر من التمريض لأن غالبية الغرف كانت تحتوي على ثلاثة مرضى وكانت لكل غرفة ممرضى مسؤولة عنها مما يعني وجود اهتمام ورعاية أكثر .

بعد سنوات من العمل تركت مستشفى النور التخصصي واتجهت للعمل بمستشفى المندق بالباحة وكانت غرف الغسيل هناك جيدة وعدد المرضى لايتجاوز الأحد عشر مريضاً ولا مقارنة مع مستشفى النور التخصصي .

في عام 1431 للهجرة توجهت للعمل بمستشفى الملك فهد بالمدينة المنورة وفي مركز الملك عبدالعزيز لغسيل الكلى تحديداً ، في البداية كانت الفوارق كبيرة على كل المستويات لو قارناها بمستشفى النور التخصصي ، كان المركز يحتوي على أربعة غرف كبيرة متوسط عدد المرضى لكل غرفة خمسة عشر مريضاً ، وكانت هناك غرفاً صغيرة من أربعة لخمسة مرضى .

العوامل الايجابية لهذه الغرف ( بالظاهر ) كثيرة ففيها يتفاعل المرضى مع بعضهم ويتبادلون أطراف الحديث ويكتسبون خبرات جديدة إضافة إلى سهولة توصيل معلومات بشكل جماعي خاصة للأخصائيين الاجتماعيين وأخصائيي التغذية والتثقيف الصحي .

لكن دعونا نبحث عن العوامل السلبية لهذه الغرف الجماعية وسأدرجها على سبيل المثال لا الحصر  : 

  1. الغرف الجماعية قد يُظلم فيها الممرض والمريض وهذا ماحصل ( ممرض واحد لكل خمسة إلى ستة مرضى ) .
  2. بعض المرضى لديه وضع خاص قد يزعج المرضى الآخرين . 
  3. الأهم في رأيي هو في حال حدوث توقف للقلب يؤدي إلى الوفاة ( وهو مادعاني للكتابة ) ، صدقوني لن أصف وضع المرضى والصمت العام في غرفة الغسيل الجماعية ( لنتفكر ونضع أنفسنا مكانهم ) . 
أخيراً

نثق تماماً بأن وزارة الصحة لا يرضيها هذا الوضع وأنا على علم بأن شركات الغسيل على الأبواب وباتت قريبة جداً ، لكن حسبنا أن لا يُعامل مرضى الفشل الكلوي على أنهم مرضى  ( منتهين  ) فهم لهم حقوقهم ويجب علينا دعمهم بكل السُبل .

 لذا أتمنى أن تبتعد وزارة الصحة عن الغرف الجماعية لثبوت ضررها النفسي على المرضى والعمل على استقلالية المرضى بشكل أو بآخر أو على أقل تقدير يُترك للمرضى حرية الاختيار مابين وجودهم بغرفة جماعية أو بغرف صغيرة .