التحفيز في مهنة الخدمة الاجتماعية




جميع المهن قد يصاحبها التحفيز لكن سأكتب عن مهنتي "مهنة الخدمة الاجتماعية" فهناك الكثير من العوامل التي تحفز الاختصاصي الاجتماعي لبذل المزيد من العطاء.
فمع بدايات الخدمة الاجتماعية في الوطن العربي كانت هناك محاولات حثيثة لأسلمة وتوطين المهنة حتى تتناسب مع قيم وعادات مجتمعاتنا الإسلامية والعربية، ولم يكن من الصعب على رواد الخدمة الاجتماعية أن يؤصلوا مهنة الخدمة الاجتماعية ولعل الدكتور الفاضل ابراهيم رجب هو أبرز من ساهم في هذا المجال.
لماذا اخترت التحفيز ؟
نحن كمجتمع مسلم دأب على مساعدة المحتاج ونصرة المظلوم والحفاظ على كرامة الإنسان وليس هناك دافع أكبر من دافع الدين وما يتبعه من أجر ومثوبة يسعى كل مسلم في هذه الأرض ليطلب من رب العباد أن يوفقه لفعل الخير ومساعدة الآخرين.
ومهنة الخدمة الاجتماعية بطابعها الإنساني وبأصولها الإسلامية كانت ومازالت الداعم الأكبر لكثير من المحتاجين سواء كانو أفراداً أوجماعات أو مجتمعات وقد تعددت هذه الحاجات لتشمل جميع جوانب الحياة.
كيف نصل إلى التحفيز:
1.    يبدأ الاختصاصي الاجتماعي بنفسه يحفزها ويطورها .
2.    علينا كمتخصصين أن نحب عملنا ونؤمن به حتى ينعكس على أدائنا.
3.    خالط وشاور الأشخاص الإيجابيين في محيط عملك حتماً سيكون هناك واحداً على الأقل في محيطك.
4.     نظم عملك ونظم مكتبك حتى يساعدك على التركيز.
5.    ابدأ يومك بخطة عمل وجدوِل ساعات عملك مسبقاً.
6.    عند التدخل مع الحالات اقرأ وابحث عن الحالة وأجمع أكبر قدر من البيانات وطورها إلى معلومات تفيدك أثناء التدخل.
7.    احذر أن تبدأ يومك بحالة من الغضب أو العصبية لأنها ستؤثر على تعاملك مع عملائك.
8.    تأنق والبس ولا تبالغ واستخدم عطراً هادئاً ( قد تقابل مريضاً يعاني حساسية من العطور القوية).
9.    بعد كل هذا لن تنتظر التحفيز من أحد لأنك بدأت بنفسك وغرست الثقة في ذاتك عندها سيكون التحفيز منك وإليك.
وأخيراً فإن أكبر محفز لنا هو ملاحظة تأثيرنا الإيجابي على عملائنا ونجاح تدخلنا المهني معهم يُشعرنا بالرضا والاعتزاز بذاتنا المهنية والمكافأة التي سنجنيها من هذا العمل لن تكون شهادة شكر وتقدير أو درع تذكاري بل هي دعوة قد يستجيب الله لها، وسأختم الآن ببعض الأحاديث التي لابد وأن تغرس في داخلنا الكثير من المعاني الإيمانية وتكون انطلاقة لنا لتحفيز الذات:
أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلملا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما: أن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة.
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
قال تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {البقرة:195}.
وقال سبحانه: إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ {الأعراف:56).
وقال سبحانه: نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:56}.

اسأل الله أن ينفعني وإياكم بهذه المهنة الإنسانية العظيمة.