الحماية من الإيذاء للذكور فوق 18 عام




من خلال التعامل مع حالات العنف والإهمال والتي كانت موجهة ضد النساء والأطفال مادون 18 عام كنا نجد التجاوب السريع لجميع الحالات، وكما يعرف الجميع بأن الفئات المستهدفة هم النساء و الأطفال ( ذكور وإناث ) وطبعاً تستمر الحماية للأنثى إلى ماشاء الله، لكن الطفل "الذكر" فتتوقف عنه الحماية بعد تخطيه سن الثامنة عشر والسبب أنه سيكون مسؤولاً عن نفسه، هذا التصنيف لم يكن له أي استثناءات ولا أي تفاصيل عن الحالات المعنفة أو التي تشتكي من إهمال أسرتها .

و برأيي أنه يجب على المسئولين عن نظام الحماية من الإيذاء أن يقوموا بتحديد دقيق للفتى المعنَّف أو المُُهمل وأقصد هنا الفتيان الذين يعانون من أمراضاً محددة مثل السكري والفشل الكلوي وأمراض الدم وغيرها من الأمراض التي تسبب تأخراً في النمو الجسمي والعقلي للمريض فقد نجد مريضاً بلغ من العمر اثنان وعشرون عاماً ولكن تكوينه الجسمي والعقلي أقل من هذا العمر ولا يستطيع الدفاع عن نفسه أو حمايتها من أي إهمال أو أذى قد يتعرض له.


و في الحقيقة أدرجت هذه التدوينة لتجربة مررت بها لمريض يعاني من مرض السكر الأولي وقد كانت لديه مشاكل اجتماعية كبيرة جداً وكان يتيم الأب وترعاه أمه التي تعاني من مشاكل نفسية وكان هذا المريض يبلغ من العمر تسعة عشر عاماً، وخلال متابعته لاحظنا دخوله المتكرر إلى المستشفى وبصفة شهرية وغالباً يتم تنويمه بقسم العناية المركزة وبعد دراسة حالته و ما وجدناه من صعوبة في التواصل مع أسرته قررنا التواصل مع ( لجنة الحماية من العنف الأسري ) وكانت الصدمة بأن الحالة عمرها أكبر من أن يتم حمايتها وشرحت لهم طبيعة الحالة وطبيعة الأسرة وأحالوني لهيئة حقوق الإنسان وفعلاً تواصلت معهم ثم عادوا وأحالوني إلى مسئول حقوق الإنسان والذي كان هو أيضاً رئيساً للجنة الحماية بالمنطقة والذي اعتذر عن متابعة الحالة بسبب العمر، أكتفي بهذه التفاصيل البسيطة رغم مروري بكثير من العقبات في تلك الحالة و التي توفاها الله بعد عدة أشهر من المتابعة والمخاطبات الورقية.

أخيراً ... أتمنى من المسئولين عن نظام الحماية من الإيذاء العمل على تعديل سياسة التعامل مع الحالات و وضع استثناءات لمن تجاوز الثامنة عشر عاماً و للمسنين الذين قد يتعرضون للإهمال من ذويهم، وذلك حتى نساهم في تنمية الإنسان والدفاع عنه في كل الظروف

1 التعليقات:

اضف تعليقالتعليقات
8‏/5‏/2016، 1:42 ص

نظام الحماية من الإيذاء مع الأسف لا يشمل المسنين الذين قد يتعرضون للإهمال من ذويهم والدليل الحالات الموجوده في دور المسنين وكذلك الحالات التي تعيش منعزلة في المنازل ولا احد يعرف عنها شىء لعدم وجود الآلية لمتابعتها في المنازل

رد
avatar